الأحد، 19 مايو 2013

التنويم الإيحائي (المغناطيسي)




* مفهوم التنويم الإيحائي (المغناطيسي) :

• ظهر التنويم الإيحائي مع ظهور الحياة الإنسانية على وجه الأرض وله جذوره العميقة في تاريخ الفكر البشري قبل أن يتحول في السنوات الأخيرة إلى علم قائم بذاته له قواعده وأصوله.

• إذ عرفته البشرية ومارسته في مختلف العصور بصور وأشكال شتى. فمنذ القدم كان لبعض الناس تأثير نفسي على أشخاص آخرين ، ومازال ذلك إلى اليوم، وأن ما خلفته الأجيال الغابرة من كتابات متناثرة وصور منقوشة، تدل بوضوح على أنهم عرفوا التنويم ومارسوه، وأن كثيراً من الأسرار التي كانت تحيط بالسحر والكهانة والفراسة وغيرها من العلوم، إنما كانت قائمة على معرفتهم للتأثير النفسي واستخدام التنويم، إذ كان من الشائع أن هناك فئة من الناس يملكون قوة سرية مستقرة تتيح لهم ممارسة التحكم بمشاعر الآخرين من حيث الإقناع والتصرف.

• ولقد عرفت ظاهرة التنويم الإيحائي Hypnosis في البدء بمصطلح Mesmerism نسبة إلى فرانس مسمر Franz Mesmer 1734 –1815،
الذي اعتقد بأن هذه الظاهرة تتضمن انتقال تأثيرات "مغناطيسية حيوانية" animal magnetism.
فقد بدأ مسمر بعلاج المرضى بتمرير مغناطيس على أجسامهم. ثم استبدلها "بتمريرات" passes من يديه على جسم المريض معتقداً أن "المغناطيسية الحيوانية" الموجودة في جسمه تنشط المائع المغناطيسي في جسم المريض التي يكون المرض قد أضعفها.
وأهم ما يميز ظاهرة "التنويم المغناطيسي" هو أنها تجعل المريض في حالة شبيهة بالنوم.

• أما مصطلح Hypnosis فهو التعبير الذي يطلق على الظاهرة نفسها بعد أن نبذت فكرة علاقتها بالمغناطيسية الحيوانية. لذلك فإن ترجمة مصطلح Hypnosis بـ "التنويم المغناطيسي" هو في الواقع خطأ شائع سببه التلازم التاريخي بين ظاهرتيmesmerism و Hypnosis .

****************************************
*وهذه بعض التعريفات العلمية للتنويم الإيحائي لتوضح الأمر للقارئ العزيز:

• تعريف ماجونيت Magonet 1972:

هو القبول بإيمان لفكرة ما، فعندما يكون الشخص منوماً يكون في حالة من زيادة القابلية الإيحائية، لذلك يكون مستعداً لقبول الأفكار وبإيمان عميق وأن إعادة الإيحاء يسبب ردود أفعال تطويعية (شرطية).

• تعريف هيلجارد Hilgard 1976:
التنويم الإيحائي حالة وعي متغيرة، يفقد فيها النائم روح المبادرة والرغبة في التصرف بشكل مستقل تترك فيها وظيفة التخطيط للمنوم، ويعاد فيها تنظيم مدى تركيزه ؛ وتصبح قدرة الملاحظة لديه خاضعة لمتطلبات المنوم.

• تعريف هيربرت وسبيجيل Herbert & Spiegel 1978:
هو القدرة على الاستجابة ببراعة لحالة مفردة من اليقظة والتقبل البؤري العالي، وإضعاف (تقليل) الوعي الخارجي.

• تعريف بويسيكور possiskor:
التنويم الإيحائي أو الغشية التنويمية حالة شبيهة بالنوم، يمكن إحداثها عند إنسان واعٍ تماماً، تكون في أثنائها أفكار وتصرفات المريض خاضعة لتوجيهات ممارس التنويم.

• تعريف وارن Warren 1982:
التنويم الإيحائي حالة صناعية، تشبه النوم عادة، لكنها تختلف عنه فسلجياً، وتمتاز بقابلية عالية للإيحاء.

• تعريف الجوهري 1988:
التنويم هو حالة عادية متغيرة للوعي تشبه اليقظة لكنها ليست الشيء ذاته، وتحدث بوجود شرطين أولهما: مركز لتوجيه الانتباه، وثانيهما: عزل المناطق المحيطة به، وتنتج حالة التنويم بدورها من ثلاثة أشياء: زيادة تركيز الذهن ـ زيادة استرخاء الجسم ـ زيادة قابلية الإيحاء.

• تعريف أيزنك Eysenck:
أنه مقدرة الفرد على توجيه كل قوته العصبية في أقل عدد من قنواته العصبية، ومن ثم تخفف مقاومته ويسهل مرور طاقته العصبية.

• تعريف كيلستروم Kihlstrom 1990:
التنويم الإيحائي تفاعل اجتماعي بين شخصين هما المنوم والنائم، يستجيب فيه النائم لإيحاءات المنوم المشتملة على تغيرات في الإدراك والذاكرة والتصرف الطوعي.

• تعريف الجمعية الطبية البريطانية 1992:
التنويم الإيحائي هو حالة عابرة من الانتباه المعدل لدى الفرد، يمكن أن يحدثها شخص آخر ويمكن خلالها لظاهرات شتى أن تبدو تلقائياً، أو استجابة لمنبهات لفظية أو غير لفظية. وتنطوي على تغير في الشعور والذاكرة، وعلى قابلية متعاظمة على الإيحاء، وظهور استجابات وأفكار لدى الفرد ليست مألوفة لدى ذهنيته الاعتيادية. وفضلاً عن ذلك أن ثمة ظواهر كالتخدير والشلل والتصلب العضلي، ويمكن إحداث أو إلغاء التغيرات في الأعصاب التي تحرك الأوعية في حالة النوم الإيحائي.

• تعريف معهد الطب العالي الروسي 1996:
هو حالة نفسية عصبية نوعية خاصة تنشأ نتيجة التأثير السايكولوجي الهادف، وتتميز جوهرياً عن النوم وعن اليقظة. فالزيادة الكبيرة في إدراك واستيعاب العوامل السايكولوجية في النوم المغناطيسي التجوالي تقترن بالانخفاض الحاد إلى درجة الاختفاء الكامل لإدراك الاحساسات الأخرى في العالم الخارجي عن طريق أجهزة الحواس.

•تعريف الخامري للتنويم بوصفه حالة تركيز عالية:

حالة وعي متغيرة، تشبه النوم وتترافق بانحسار مدى الانتباه، تكَفُّ أو تقلل فيه الطاقة النفسية اللازمة لأية فعالية جسمية أو نفسية أو ذهنية،

وتركز تركيزاً بؤرياً عالياً على فعالية أو أمر واحد في وقت واحد فيستغرق معظم طاقته، مما ينتج من ذلك فعالية عالية في تقبل إيحاءات وإيعازات المنوم وتنفيذها، إلى الحد الذي تحدث في النائم تغييراً جذرياً في جوانب عميقة من الوعي والشخصية والسلوك الآني واللاحق.

*****************************************
* الاستنتاج:

1- إن التنويم الإيحائي حالة شبيهة بالنوم لكنه يختلف عنه فسلجياً.
2- يتم بطريقة فنية من المنوم الإيحائي.
3- يتم فيه تركيز انتباه المريض نحو فكرة أو حالة واحدة.
4- هو عملية أو أسلوب علاج نفسي لعلاج الاضطرابات النفسية عضوياً ونفسياً.
5- يتأثر بزيادة التركيز الذهني والاسترخاء الجسمي وقابلية الإيحاء.
6- يمكن بواسطته إحداث أو إلغاء ظواهر كالتخدير والشلل والتصلب العضلي والتغيرات في الأعصاب التي تحرك الأوعية.
7- هو حالة من حالات التفاعل الاجتماعي يستجيب فيها النائم لإيحاءات المنوم الإيحائي.
8- هو حالة نفسية عصبية نوعية خاصة نتيجة التأثير النفسي. 



http://evenment-nouveau.blogspot.com/

0 التعليقات:

إرسال تعليق